الوصول الى الحقيقة

إيمان الحوثيين بقضيتهم أقوى من السلاح الذري والتحالف لا يقاتل لأجل اليمنيين

بقلم /حسن علي كرم

 

تدخل الحرب اليمنية ، التي من الأصح وصفها بالحرب الأهلية سنتها الرابعة ، فيما حتى هذه اللحظة تعجز القوى المتحالفة بقيادة السعودية من زحزحة ميليشيات أنصار الله الحوثيين من مكانهم او أضعاف إيمانهم او قدراتهم القتالية ، و بغض النظر عن ما يقال ان الحرس الثوري الإيراني و من ورائه حزب الله اللبناني يزودان الحوثيين بالاسلحة ، و تدريبات القتالية ، لكن يبقى الإيمان بقضيتهم أقوى و اعتى من اي قدرات سلاحية ، حتى و ان كانت أسلحة ذرية ، فالحوثيون يقاتلون ببسالة و إيمان ، فيما قوى التحالف يفتقرون الإيمان او العقيدة القتالية ، حيث يقاتلون في ارض ليست ارضهم ، و قضية ليست قضيتهم ، قضية ملتبسة و وهمية ، و حرب لا تقوم الى إيمان ، ان الفيتنامين رغم قلة عديدهم لكنهم كانوا يتسلحون بسلاح الإيمان ، و هذا ما نصرهم على أعتى قوة استعمارية استكبارية غاشمة ، و لذلك خرج الأمريكان من فيتنام مهزومين ، تتبعهم الذلة و الخذلان ، و الان فيتنام الموحدة و القوية و أمريكا المهزومة تسعى لرضاها ، و ترسيخ العلاقات الاقتصادية و السياسية معها ، هكذا هو عار الهزيمة الذي وصم به الأمريكان ، و هكذا تاج النصر الذي وضعه الفيتناميين على رؤوسهم …

 

ان الحرب اليمنية ما كان لها ان تحدث ، و لا كانت هناك قضية او عدوان خارجي حتى يتجيش اليمنيون لمحاربته ، فالقضية كانت خلافات سياسية بين القوى المتشظية ، و لو كانت النوايا طيبة ، و الخوف على الوطن و الارض لما اقتضى الامر رفع السلاح ، و الاستعانة او التدخل من الغرباء و الدخلاء ، من هنا نستطيع القول ان كل القوى اليمنية من كل التحالفات و الاحزاب و القبائل و المذاهب و المعتقدات لو كانوا على بصيرة بان العدوان خارجي ، و ان المتربصين باليمن لا يذرفون الدموع الكاذبة من اجل تحريرهم او سعياً للسلام و الاستقرار بين القوى السياسية المتخاصمة ، و انما سيستغلون ضعفهم و تشظيهم من اجل تثبيت مصالحهم في ارض اليمن ، و لا يهمهم ان مات اليمنيون جوعاً او مرضاً او قتلا، فاليمن بشماله و جنوبه و جزره و بحره و موانئه و نفطه و غازه و ذهبه و جباله الغنية ، كل ذلك كان لديهم اهم من حرب عبثية ، ليست الا المزيد من تكبيد الشعب الويلات و الفقر و الامراض و التشريد و التهجير خاصة مع ما يعانيه من بلاء الفقر و الجهل و الانقسام …!!

 

لقد جاء وسيطان أمميان المغربي جمال بن عمر و الموريتاني اسماعيل بن الشيخ احمد ، و ها هو الثالث البريطاني يرسل وسيطاً او مبعوثاً ، و لكن لم يفشل الوسيطان السابقان في مهمتهما و لن ينجح الوسيط الانجليزي ، و انما الفشل لليمنيين أنفسهم الذين جعلوا قرارهم خارج وطنهم و خارج المصلحة الوطنية ، في الكويت جاؤوا و جلسوا ثلاثة اشهر ماكلين شاربين نايمين ، كان المؤمل ان يخرجوا بكلمة سواء ، رغم كل التسهيلات التي وضعتها الحكومة الكويتية ، و حيث ان قرارهم يصدر من خارج وطنهم ، كان من الطبيعي ينال الفشل لقاء الكويت ، رغم ان اللقاء كان الفرصة الذهبية لحل الخلافات ، لكن الأطراف التي تتحكم بالقرار اليمني أستكثرت على الكويت ان تنجح في ضيافتها ، انهم أرادوا افشال اللقاء لأنهم أرادوا افشال الكويت ، رغم ان الكويت لم تكن طرفاً لا في الوساطة و لا وسيطاً ، بقدر ما كانت مكانا للاستضافة ، هكذا الحسد و الحقد عندما يستبد على قلب أنسان … !!!

 

من هنا نقول، و بقلب محب، لا يتصور اليمنيون بشمالهم و جنوبهم و من أنصار الله او ما يسمى بالشرعية او غيرهم من القوى الموجودة على الارض ان الذين جاؤوا بقواهم القتالية جاؤوا لمساعدتكم او جاؤوا من اجل عمل خيري و كسب مرضاة الله ، فلا اخلاق في الحروب ، و لا هناك جنة او نار ، انما هناك تحقيق مكاسب على الارض ، و لعل احتلال الامارات على الجزيرة الثرية و التاريخية سقطرى و اعتبارها أرضاً اماراتية، والسعودية على سلسلة الجزر الواقعة في البحر الأحمر كل ذلك ليس الا دليلاً ان للحروب ثمن و مكاسب ، كان على اليمنيين ان يضعوا في الحسبان ان القوى التي دخلت الحرب لابد ان تخرج بثمن ، ان حرب اليمن هزيمة لكل اليمنيين ، و مكسب للغرباء الذين سيتركون اليمن خراباً يباباً و شعب منهزم يفتك به الجوع و الامراض و الانقسام و التشريد و النزوح ، ان اليمن يحتاج عشرات السنين لكي يلملم جراحه و الامه ، و يحس ان الخطا خطيئة ، و ان الوطن فوق المبادئ ، و المصالح الزائلة …!!

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com