الوصول الى الحقيقة

دول ٌ .. صبغت أعلامها بالأسود

received_722703827867158-1-1

ميشيل كلاغاصي

 يسيرون خلفها كالعميان .. هي تخطط و هم ينفذون .. تأكل العنب و هم يضرسون .. تجني مكاسبها و هم مُغيبون .. تُصنّع السلاح و تُدخلهم الحروب و هم يشترون .. يُحاربون عنها و في النهاية يُنتحرون .. تمدّ يدها نحو عروشهم استنزافا ًوسرقة ً..وهم لتقبيل يدها جاهزون .أي ُ دول ٍ و حكّام .. حلفاء أم أدوات, شركاء أم قطيع سياسي.. أم عبيد .!؟.

 

يخطئ من يعتقد أن العالم تغير, و أن حكام الدول أصبحوا أكثر قناعة ً بمخاطر الإرهاب و بطشه , و انعكاس خطره على كل العالم , خمس سنوات ٍ من الحرب على سورية و العالم يرى بأم العين الجرائم و الفظائع التي يرتكبها الإرهابيون , فيما يستمرون بدعمه و تمويله و تسليحه و الدفاع عنه و حتى القتال عنه حينما يلزم !!

 

مئات و اّلاف التصاريح و المواقف الكاذبة و المخادعة , مؤتمرات و لقاءات و مناروات سياسية صورية , و قرارات أممية تُوقع و تُرمى في الأدراج .. ادّعوا محاربة الإرهاب فكانت مسلسلات و مسرحيات ٌ هزلية, بحثوا عن تحويل المنظمات الإرهابية إلى ” معارضات معتدلة ” !! و انشغلوا بتحديد قوائم التنظيمات المسؤولة عن الأعمال الإرهابية , فكانت الرشاوى و تبييض الأيادي وغسل الدماء عنها!.

 

أرادوا تصعيد تدخلهم العسكري لضمان فوز كل ٍ منهم بما حلم ؟ فكانت شعوبهم التي يدعون حمايتها مواد الإشتعال فأحرقوا بلادهم و سفكوا دماء محبيهم بنفس الأدوات الإرهابية !؟.. حلّقوا في السماء السورية كالغربان , و اشتد الإزدحام , وأصبحت السماء تعج بطائراتهم و مقاتلاتهم , و تشدقوا بعدد الطلعات الجوية و نوعية القنابل و الصواريخ المستخدمة , اجتمعوا مرارا ً و تكرارا ً و ُأعطيت قراراتهم أرقاما ً, ولم تلزمهم بأفعال ! ووزعوا ما صوتوا و أجمعوا عليه في مجموعات عمل ٍ و أوكلوا المهام لمبعوثهم الأممي السيد ديمستورا .. الحاضر – الغائب ! وبحثوا في اّلية النزول من السماء نحو الأرض , فإحتاجوا إلى شريك مناسب ! ولم يروا الجيش العربي السوري وحلفائه على الأرض , فكانت براءات الإختراع في تشكيل قوات سورية الديمقراطية و فصائل أخرى, حاولوا تلميع صورة ” الجيش الحر ” بعدما أذابوه في مبايعة أمراء القاعدة على إختلاف أسمائهم وأعلامهم و مصادر دعمهم و تمويلهم , و تناسوا أنه تنظيم ٌ إرهابي لا يختلف عن نُظرائه , والجرائم التي إرتكبها و الرؤوس التي قطعها , و تجاهلوا إختفائه عن الساحة ؟

عادوا إلى أحلامهم في تقسيم سورية , و فرض المناطق ” العازلة و الاّمنة ” .. فكان التفكير في استنساخ ما حصل في لبنان إبان الحرب الأهلية, و تشكيل جيش ردع ٍ عربي, فهربوا و لم ينعم لبنان بالسلام إلاّ بدماء شهداء وشجاعة بواسل سوريا..

 

فكان أن ظهر إلى العلن الدعوة إلى تشكيل تحالف ٍ إسلامي تتصدر السعودية قيادته,و تستغل عبره استمرار عدوانها على سوريا, وتلميع صورتها الإرهابية و تخلفها و استبداد حكامها على رقاب الشعب السعودي , و على كل الدول الخاضعة لهيمنة البترو- ريال كمصر و السودان و لبنان – تيار المستقبل و أشباهه – و عدد من الدول الضعيفة و التي تحتاج قوتها اليومي, و أعلنت عن تحالفا ً من 34 دولة قابلة للزيادة !! تتبنى فيه محاربة الإرهاب بكل أشكاله و تنظيماته, فبدت كمن يحارب نفسه و ينتحر.. و من اللافت إعتراض و استغراب بعض الدول وجودها على لائحة ال 34 , في الوقت الذي لم تسمع بهذا الطرح و لم تُستشار فيه !؟.

 

أي تحالف ٍ هذا الذي يُنشأ على خلفية دينية ٍ ؟ هل يروجون للحروب الدينية ويُشكلون جيوشا ً دينية ؟ بالتأكيد ستكون إسرائيل سعيدة و تنتظر توقيعهم وإعترافهم بها ك ” دولة ٌ دينية” وما هو مصير فلسطين وعرب ال 48

لعن الله الجيوش الدينية , فالله لا يحتاج جيوشا ً لتدافع عنه .

 

يبدو أن المملكة تُبت من جديد نواياها و دعمها لإشاعة الفوضى حول العالم و الدفع بالحروب الدينية القذرة , و أنها لا تزال تعيش عصورا ً غابرة و تحلم في يقظتها ! بما يسمح بإقامة كانتونات إثنية وعرقية و دينية على كامل المساحة السورية , ليساهم في القضاء التام على العروبة و الإسلام والهوية العربية .

 

فمن المعيب على العالم الإسلامي أن يتجاهل سبعون عاما ً لإغتصاب فلسطين دون أن يرف له جفن , و يتحالف عسكريا ً لمحاربة التنظيمات الإرهابية في سورية , ألم يكتشفوا أنها تنظيمات ٌ صهيونية بالنسخة العربية و الإسلامية ؟ يحاربون عنها و يخوضون المعارك لصالحها

لا شك أن التحالف العسكري الإسلامي هو فكرة سخيفة , هدفها إلهاء العالم الإسلامي بأزمات المملكة الخاصة , و بتلميع صورتها , و لدعوتهم للإلتفاف حولها عساهم يمنعون إنهيارها .. ليس على اّل سعود أن يخشوا الحروب فلن يحاربهم أحد وعوامل سقوطهم الذاتية متوفرة و كاملة الخصوبة .

 

و أي رسالة ٍ وأي سخف ٍ نطق به عادل الجبير !! إذ يقول :” أنه تحالف غير مسبوق لمحاربة التطرف و الإرهاب و العنف ..و يستهدف محاربة العقيدة و الفكر المؤدي لإيجاد وسائل فعالة لمواجهة التطرف و حماية الشباب..وتجفيف منابع الإرهاب الذي ضرب العالم بشكل قاس ٍ”.. فهل يسعى الجبير إلى تحويل السعودية إلى بلاد ٍ عطشى بعد التجفيف ؟ إلى أين ستصل المملكة , فهل تتوقع أن تُصبح قطبا ً عالميا ً ثالثا ً !؟ أم ستزيح أمريكا و روسيا .. و تتربع على رأس الهرم الحضاري و الفكري و الإنساني ..!!؟؟

و يبقى رد الشعب السوري على التحالف المزعوم عبر المزيد من الإلتفاف حول الجيش العربي السوري و الرئيس بشار الأسد .

 

حتى الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الأوروبية , لا تزال تراوغ و تخادع العالم بمحاربتها الإرهاب في سورية و العراق و العالم , في الوقت الذي لا تزال متعلقة بأحلامها ومصالحها و الاّفاق السياسية التي ستفتح أمامها في حال سقوط الدولة السورية .

 

يبدو أننا أمام ظواهر غريبة نخشى أن تكون قد جعلت العالم ينقاد بعماه السياسي نحو تكريس ظاهرة ” القطيع السياسي “,و أن أغلب الدول المشاركة في الحرب على سوريا و دعم الإرهاب , قد استساغت اللعبة و صبغت أعلامها بالأسود .

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com