الوصول الى الحقيقة

صالح الصماد شهيداً.. فصل جديد من المواجهة

وجه اليمن – تقارير

 

فُتح يوم أمس فصل جديد من فصول المواجهة الدائرة في اليمن ضد العدوان المستمر على هذا البلد، مع إعلان صنعاء اغتيال رجلها السياسي الأول، صالح الصماد. اغتيالٌ تحمل ملابساته مؤشرات إلى دور أميركي في العملية التي قدّم السيد عبد الملك الحوثي، في تحميله المسؤولية عنها، واشنطن على الرياض، متوعِّداً بأن هذه الجريمة «لن تمر من دون محاسبة».

 

وهو ما كان جزم به أيضاً مجلس الدفاع الوطني، الذي لوّح بـ«رد رادع» على الاغتيال، مُشرّعاً الأبواب على سيناريوات متعددة بشأن نوعية العمل العسكري الذي سيُدرك به ثأر الشهيد الصماد. ولئن كان التهديد بردّ، لن يوفّر شركاء السعودية في جريمتها، مؤشراً واضحاً إلى ما يمكن أن يواجهه تحالف العدوان وداعِموه في مقبل الأيام، فإن الموقف الموحّد والصارم الذي تجلّى في صنعاء عقب إعلان نبأ الاستشهاد ينبئ هو الآخر بأن مراهنات الرياض وأبو ظبي على تشتّت صفوف مقاوِميهما تحت وطأة صدمة الاغتيال والضغط العسكري ليست إلا تمنيات لا يسندها الواقع.

 

ونعى المجلس السياسي الأعلى في اليمن، في بيان اليوم، رئيسه «المجاهد العظيم رئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، بعد عمر حافل بالمآثر العظيمة من العمل والعطاء والنضال والجهاد والصبر والصمود في شتى المراحل والظروف والأوضاع وأقساها»، مشيراً في بيانه، إلى أنّ الصمّاد استشهد يوم الخميس الماضي في محافظة الحديدة «إثر استهدافه بغارة جوية من قبل طيران العدوان الأميركي السعودي وهو يؤدي واجبه الوطني».

 

الرئيس الشهيد صالح علي الصمّاد، وهو سياسي يمني بارز، عيّن رئيساً للمجلس السياسي الأعلى الذي شكّلته حركة «أنصار الله»، وحزب «المؤتمر الشعبي العام» في 28 تموز/ يوليو 2016، وهو رئيس المكتب السياسي لحركة «أنصار الله» منذ عام 2011، وأحد كبار قيادييها. كما شغل منصب مستشار رئيس الجمهورية عن حركة «أنصار الله» عام 2014. عُرف الصمّاد بحركته الكثيفة، وهو أحد أركان الاتفاق الذي عقدته الحركة مع حزب «المؤتمر»، بزعامة علي عبدالله صالح، في اليمن. وجاء في بيان المجلس الأعلى:

«إن الشهيد الرئيس في مسيرة جهاده العظيمة لم يخضع ولم يتوانَ ولم يهن ولم يتراجع و كان كلما ازدادت التهديدات ازداد صموداً وصبراً وقوة حتى وصل الى آخر المراحل في حياته وأبرزها وأهمها وأكبرها مسؤولية وهي فترة رئاسته للبلد والتي أتت في ظروف استثنائية حرجة وحساسة، ومشحونة بالتناقضات، فأثبت أنه رجل المرحلة الجدير بالنجاح والتحدي لم يضق صدره يوماً ولم يفقد توازنه حتى في أشد الظروف وأحرجها، وأثبت حكمته وسعة صدره ووطنيته بنهجه التوافقي في كل المواقف والظروف، وكان الحصن الآمن لكل أطياف الشعب وكل تياراته السياسية والفكرية والقبلية بلا استثناء أمام كل المؤامرات الداخلية والخارجية، وكان الوفي للجيش واللجان الشعبية والقوى الأمنية ورمزاً للنظام والقانون والقيم والمبادئ المثلى والهوية اليمنية الإيمانية الجامعة».

وتابع بيان المجلس السياسي الأعلى، بالتعهد بالبقاء على نهج الشهيد الصمّاد، وأضاف: «سنثبت لقوى العدوان أننا قيادة وحكومة ومؤسسات وشعباً أمة عصية لن نلين ولن نهون ولن ننكسر وسنواصل خطوات الصمود والنصر التي خطها الرئيس الشهيد بدمه وسنكون أوفياء لشهيدنا وقيادتنا وأمتنا وشعبنا وليعلم الظالم الغازي المعتدي أن هذه الجريمة لن تمر من دون رد مزلزل وموجع، فالعين بالعين والسن بالسن وعلى أمراء العدوان أن يفهموا أنهم سيدفعون الثمن غالياً ولن يذوقوا طعم الأمن منذ اليوم بعون الله وقوته وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون». كما دعا المجلس اليمنيين إلى المشاركة في تشييع الصماد، وأعلن الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام مدة أربعين يوماً. وفي كلمة متلفزة مقتضبة، نعى قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي الشهيد الصمّاد، ودعا الى المشاركة الكثيفة في تشييع جثمانه. كما أكّد الحوثي البقاء على درب الصمّاد، ومتابعة طريقه. وكشف السيد الحوثي أن الرئيس الصماد «استشهد في الحديدة يوم الخميس الفائت، إثر استهدافه بغارة جوية»، وأكّد أن «هذه الجريمة والجرائم الأخرى لن تمر من دون محاسبة».

 

أفق نيوز

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com