تحركات مايسمى “القاعدة” تكشف إحتدام صراع قوى العدوان لإحتلال حضرموت

 

كشفت تصريحات المدعو خالد بحاح بشأن سيطرة ما يسمى القاعدة على أجزاء كبيرة من محافظة حضرموت، بعد أن كان نفى في وقت سابق سيطرة الجماعات التكفيرية عليها، سعي حليفة العدوان الإمارات التي تدعمه للمحافظة على سيطرتها، في وقت تدعم فيها السعودية جماعاتها التكفيرية للسيطرة على مناطق بحضرموت الوادي تسيطر عليها الإمارات.
وقد أكد سعي السعودية لذلك قيام عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة يوم أمس الثلاثاء بنقل دبابات ومعدات قتالية ثقيلة على متن ناقلات عسكرية باتجاه وادي حضرموت، في سياق الصراع السعودي الإماراتي للسيطرة على المحافظة.
ويتحرك “التنظيم” في مدينة المكلا لتنفيذ مخطط ممول من قوى إقليمية ودولية لاقتحام وادي وصحراء حضرموت التي تسيطر عليه حالياً المنطقة العسكرية الأولى، وهو ما ينسجم مع أحاديثهم في مساجد مدينة المكلا، كما يذكر السكان.
وكان سحب “تنظيم القاعدة” بعض النقاط الأمنية التابعة لهم والواقعة بجولة “مسحه بويش” و “نقطة الريان” مدخل المدينة والنقطة الواقعة عند قصر الرئاسة وسط شارع المدينة.
الجدير ذكره أن تنظيم القاعدة يسيطر على مدينة المكلا بغطاء وتمويل من تحالف العدوان الذي يؤمن تنقلاته وسيطرته على عدة مناطق في المحافظة.
وكان كشف باحث سعودي أطماع السعودية والإمارات في اليمن وحقيقة مساعي السعودية للحصول على منفذ بحري شرق اليمن.
وقال رئيس مركز القرن العربي للدراسات في الرياض سعد بن عمر قبل أشهر إنه انتهى من إعداد دراسة متكاملة لربط الخليج العربي بحراً ببحر العرب عبر قناة مائية.
وأوضح “بن عمر”: “هذا المشروع البحثي كنّا نطلق عليه اسم “قناة العرب”، وأخيراً أطلقنا عليه اسم “قناة سلمان”؛ تيمناً باسم خادم الحرمين الشريفين الذي نأمل أن يكتمل تنفيذ المشروع في عهده”.
وأضاف: “الدراسة تعتمد على مسار رئيسي ومسارين احتياطيين، فالقناة في الخطة الرئيسية تبدأ من الخليج العربي من الجزء التابع للمملكة على خور العديد متجه إلى بحر العرب بطول 950 كم”.
يذكر أن السعودية لا تطل على بحر العرب، وتطل عليه اليمن، حيث تمتد على سواحل حضرموت وشبوة والمهرة.
وكشف ” بن عمر” أن الهدف من هذه القناة، هو أن تستطيع دولة قطر والإمارات والكويت أن تصدر نفطها عبر هذه القناة إلى بحر العرب، بعيداً عن مضيق هرمز، الذي تهيمن عليه إيران.
وكانت قالت مصادر محلية إن دولة الإمارات، في إطار الاتفاق الثنائي بينها وبين المملكة السعودية بسطت سيطرتها عسكريا على مناطق واسعة في وادي حضرموت.
وأكدت المصادر أن الإمارات أنشأت 3 معسكرات جديدة في وادي حضرموت: المعسكر الأول: يقع في منطقة “عيوة” بمديرية رماه، وتقدر قوته بـ 2000 جندي يمني، من أبناء حضرموت، إضافة إلى 600 ضابط وجندي من القوات الخاصة الإمارتية. قوة هذا المعسكر مسلحة بأسلحة متوسطة وثقيلة، بينها دبابات ومدرعات وحاملات جند وأطقم عسكرية، والمعسكر الثاني في منطقة “الخايرة” بالقرب من مديرية ثمود على بعد 60 كم من المعسكر الأول، وهو معسكر تدريبي التحق به المئات من شباب حضرموت الذين ينتمون غالبا لأسر ذات دخل محدود.
أما المعسكر الثالث فيقع في منطقة “ثومة” بين وادي نحب ووادي رسب، وقد التحق به حوالي 2000 شاب من قبائل حضرموت، وله قيادة إماراتية، إلى جانب قائد المنطقة الثانية.
وقالت المصادر إن الإماراتيين استغلوا الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها السكان المحليون، وأنهم الآن في سباق على تجنيدهم مع ما يسمى تنظيم القاعدة، الذي تمكن من استقطاب أعداد كبيرة من الشبان العاطلين.
وتساءل سكان المناطق التي أنشئت فيها المعسكرات عن الهدف منها، واصفين هذه الخطوة بـ”الاحتلال الناعم”، مبدين تخوفهم من استمرار عسكرة حضرموت؛ خدمة لأهداف دول العدوان.
ونقلت وسائل إعلام حضرمية عن مصادر محلية أن دولة الإمارات لم تقدم شيئا لمديريات وادي وساحل حضرموت، التي تعاني من انعدام الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، وتردي الخدمات الأساسية.
وانتقدت المصادر ما وصفته “إغراق حضرموت بالأسلحة وقضم مساحات كبيرة منها؛ بما فيها منابع وحقول النفط في وادي وهضبة حضرموت”، موضحة أن تلك المناطق تفوق من حيث مساحتها الإمارات.
واتهمت شخصيات سياسية واجتماعية فضلت عدم الكشف عن نفسها أن دولة الامارات “تعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي في حضرموت، وتقسم أبناء المحافظة الى فئات وطبقات وتوزعهم في معسكراتها حسب انتمائهم الطبقي.”
وكان كشف المغرد السعودي “مجتهد” عن فحوى رسالة مشايخ حضرموت التي أحدثت أزمة بين السعودية والإمارات، مفسرًا حقيقة بيع محمد بن سلمان – وزير الدفاع وولي ولي العهد السعودي، لشركات القطاع العام لتدبير سيولة للميزانية التي تعاني عجزًا كبيرًا.
وقال المغرد السعودي، في تغريدات له على حسابه بموقع تويتر” في محاولة لقطع الطريق على محمد بن زايد – ولي عهد أبو ظبي، للاستحواذ على النفوذ في اليمن الجنوبي بأهداف مشبوهة قام محمد بن نايف – وزير الداخلية وولي العهد السعودي، بمجازفة لها تداعيات خطيرة، وطلب من شخصيات حضرمية يحملون الجنسية السعودية بكتابة خطاب يقدم للحكومة السعودية بصفتهم يمثلون مشايخ شرق حضرموت”.
وأوضح “مجتهد” أن الخطاب اشتمل على مطالبة باسم أهالي شرق حضرموت بالانضواء تحت الحكم السعودي وضم المنطقة من الخراخير إلى بحر العرب للأراضي السعودية، ووقع على الخطاب “بدر عوض الجابري، خالد عبد الله السبيتي وعبد الله صالح بن ناصر وعمر عبد السلام المعيباني وصالح سالمين الحمائي وسعيد محمد باحشوان وأحمد عمر باذياب العوبتاني وعم سالم باراس وعبيد عبد الله الحبشي” واعتبروا أنفسهم يمثلون مشايخ شرق حضرموت.
وأضاف:” أنه “يفترض – نظريًا – أن تستجيب الحكومة السعودية لهذا الطلب باجتياح عسكري لهذه المنطقة الخالية من أي نفوذ حوثي وإلحاقها رسميًا بالأراضي السعودية، كما يفترض -نظريًا- أن تنتزع الموافقة على التنازل للسعودية من الحكومة الجديدة في اليمن بعد سقوط الحوثيين كرد للجميل على تخليصها من الحوثيين”.
وتابع المغرد السعودي: “يبدو أنها ستبقى نظرية لأن المتحمس لها (بن نايف) فقط ولم يوافق (بن سلمان) خوفًا من محمد بن زايد، الذي سبق السعودية في موطئ قدم قوي في جنوب اليمن وكانت السعودية تحلم منذ عقود بشريط من 10 كلم يمتد بين الربع الخالي والبحر العربي وأتت الفرصة – نظريًا- بشريط من عشرات أو مئات الكيلومترات”.
أما كيف جرت سيطرة “القاعدة” على أجزاء واسعة من محافظة حضرموت والسيطرة على عاصمتها المكلا، التي تعد ثالث المدن اليمنية من حيث الأهمية، بعد صنعاء وعدن، فيقول الصحفي عدنان باوزير “تبدأ الحكاية عند قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء محسن ناصر، وهو من الموالين للرئيس الفار عبدربه منصور هادي.
ويضيف” الرجل قام قبل حوالي أسبوع من سقوط المدينة، بتغيير عناصر كل النقاط العسكرية التي تتحكم في مداخل المدينة، بعناصر أخرى من قبله، بعد تردد شائعات أن هناك تسرب لما سمي بعناصر حوثية تمت بشكل فردي إلى المدينة، ربما بتواطؤ من عناصر تلك النقاط السابقين”.
وتابع باوزير” أطلق الرجل حينها تصريحات نارية حول استعداد قواته لمواجهة أي طارئ، وأن هذه المنطقة ستظل موالية للفار هادي مروراً بالقتال المفتعل مع عناصر “القاعدة”، الذي اقتصر على اشتباكات محدودة، ثم قيام مروحية تابعة لقواته صبيحة ليلة الهجوم، بقصف بعض المقار الحكومية الفارغة، كإذاعة المكلا، الذي أدى إلى احتراق مبنى الإذاعة بالكامل، بينما نجد أن مبنى البنك المركزي الملاصق لها، الذي كان الكثير من عناصر التنظيم يتجمهرون عند بوابته وداخله، محاولين فتح خزنته، لم يتعرض لأي استهداف، ومواقف تمثيلية أخرى كثيرة مشابهة”.
وأشار إلى أنه “حصل ذلك الانهيار الدراماتيكي غير المبرر، عسكرياً ولا حتى منطقياً، ويمكن أن نتخيّل كيف كان عناصر التنظيم بأعدادهم القليلة يقاتلون في توقيت واحد في جبهات متعددة داخل المدينة، ويهاجمون مراكز بالغة الأهمية وأهدافا عسكرية وأمنية حساسة، وعالية التحصين، تحرسها قوات تفوقهم بأعداد مضاعفة، جيدة التدريب والتسليح، ثم تسيطر عليها جميعاً في ليلة أو ليلتين من الاشتباكات المتقطعة، كالقصر الجمهوري، والسجن المركزي، وقيادة المنطقة العسكرية الثانية، والبنك المركزي، وغيرها من المعسكرات والمقار الأمنية والإستخبارية”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.