بالصور منظمات دولية تثبت استخدام السعودية القنابل العنقودية في عدوانها على اليمن

وجه اليمن الاخباري _ متابعات

قالت منظمة العفو الدولية إنها تمتلك أدلة تثبت أن التحالف العربي ألقى مجددا قنابل عنقودية محرمة على العاصمة صنعاء.
وقالت المنظمة الدولية في بيان نشرته السبت 16 يناير 2016 إنها جمعت أدلة تؤكد معلومات تفيد بأن قوات التحالف الذي تقوده السعودية قد ألقت قنابل انشطارية أمريكية الصنع في الـ6 من يناير/كانون الثاني 2016 على العاصمة اليمنية صنعاء.

قنابل عنقودية في صنعاء
و أضافت المنظمة في بيانها أن الهجوم أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 6 مدنيين على الأقل في منطقة معين غرب العاصمة، وعن “انتشار القنابل الانشطارية في 4 أحياء سكنية” في المنطقة.
وأكدت المنظمة أنها وثقت معلومات وجمعت شهادات من السكان وعائلات الضحايا وضابط أمني ومصورين.
من جهته، نفى المتحدث العسكري باسم التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري إلقاء قنابل انشطارية على صنعاء.
لكن الأمم المتحدة اعلنت بدورها تلقيها “معلومات مثيرة للقلق”عن استخدام هذه القنابل في قصف صنعاء، وحذر الأمين العام بان كي مون من أن ذلك “يمكن ان يعتبر جريمة حرب”.
وكانت المفوضية العليا لحقوق الانسان قد أفادت في تقريرها مؤخرا، بأنها تشتبه باستخدام التحالف العربي لقنابل عنقودية في محافظة لحج جنوب اليمن.

عنقودية
وفي وقت سابق اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش إن قوات التحالف الذي تقوده السعودية أسقطت قنابل عنقودية على أحياء سكنية في صنعاء عاصمة اليمن، في ساعة مبكرة من 6 يناير/كانون الثاني 2016. لم يتضح بعد إن كانت الهجمات خلفت خسائر بشرية في صفوف المدنيين، لكن الطبيعة العشوائية للذخائر العنقودية تجعل استخدامها انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب. الاستخدام المتعمد أو المتهور للذخائر العنقودية، في المناطق المأهولة بالسكان، يصل إلى جريمة حرب.
IMG_0194وقال ستيف غوس مدير برنامج الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: “استخدام قوات التحالف المتكرر قنابل عنقودية في وسط مدينة مزدحمة يدل على نية لإيذاء المدنيين، وهو جريمة حرب. هذه الهجمات الشنيعة تبين أن التحالف يبدو أقل قلقا من أي وقت مضى حول تجنيب المدنيين أهوال الحرب”.

خالد
وصف سكان محليَّين في صنعاء غارات جوية تتفق وكونها هجمات باستخدام القنابل العنقودية. قال أحد سكان حي شارع الزراعة لـ هيومن رايتس ووتش إن أسرته استيقظت الساعة 5:30 صباح 6 يناير/كانون الثاني على صوت عشرات الانفجارات الصغيرة.
IMG_0174وأضاف أنه كان في العمل، لكن زوجته أخبرته أنه عندما هرب أفراد الأسرة رأوا العديد من المنازل وروضة أطفال في الحي، ذات نوافذ مكسورة وتنتشر على جدرانها حُفر صغيرة حديثة.
كما قال أحد سكان حي هائل سعيد السكني، إنه سمع انفجارات صغيرة نحو الساعة 6 صباحا. أضاف أنه حين خرج إلى الشارع، رأى أكثر من 20 مركبة – منها سيارته – مغطاة بثقوب صغيرة، وعشرات الثقوب المماثلة في الطريق. قال إنه شاهد على الأقل 3 منازل في المنطقة تنتشر على جدرانها حُفر صغيرة ونوافذها مكسورة. أضاف أنه وجد شظية في سيارته.

IMG_0206وقال المُقيم في حي شارع الزراعة إن أيا من الحيَّين السكنيَّين لم يتعرض لغارات جوية قبل 6 يناير/كانون الثاني. أقرب منشآت عسكرية – مكتب صغير ومرآب يستخدمهما حراس عسكريون – على بعد 600 متر إلى 800 متر من شارع الزراعة. قالت هيومن رايتس ووتش إنه حتى لو كانت الهجمات تستهدف أهدافا العسكرية، إلا أنها تظل غير قانونية بسبب استخدام الذخائر العنقودية.

أضاف المُقيم في شارع الزراعة أنه وقت الهجوم كان في مكتبه، على بعد 2 أو 3 كيلومترات من حي هائل سعيد و5 كلم من شارع الزراعة. قال إنه ظل يسمع أصوات انفجارات صغيرة بفاصل 10 دقائق أو 15 دقيقة حتى نحو الساعة 1:30 بعد الظهر. أضاف: “هذه الانفجارات لا تبدو مثل إطلاق النار العادي… سألت زملائي إذا كانوا سمعوها أيضا؛ فأجابوا بنعم”

IMG_0202وأفاد سكان في حي الذيبة في صنعاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هجوم ثالث بالقنابل العنقودية يوم 6 يناير/كانون الثاني. لم يتسن لـ هيومن رايتس ووتش التأكد منذ ذلك.

راجعت هيومن رايتس ووتش صورا فوتوغرافية التُقطت في 6 يناير/كانون الثاني في صنعاء، تُظهر بدون شك بقايا ذخائر عنقودية، منها لم تنفجر، وبطانات شظايا كروية من ذخائر صغيرة تحطمت في مواقع الارتطام، وأجزاء من القنبلة التي حوت الحمولة.

تعرفت هيومن رايتس ووتش على ذخائر صغيرة أمريكية الصنع من طراز “بي إل يو-63” المضادة للأفراد والعتاد، ومكونات القنبلة العنقودية “سي بي يو-58”. تبين العلامات على بقايا القنبلة تصنيعها في العام 1978 في مصنع “ميلان” لذخائر الجيش في ولاية تينيسي في الولايات المتحدة.

images (3)
القنابل العنقودية “سي بي يو-58” تُطلق من الجو، وكل قنبلة تحتوي على 650 من الذخائر الصغيرة. نقلت الولايات المتحدة ألف قنبلة “سي بي يو-58” إلى السعودية بين 1970 و1995، وفقا لسجلات الصادرات الأمريكية التي حصلت عليها هيومن رايتس ووتش. الولايات المتحدة طرف في النزاع المسلح في اليمن، وتلعب دورا مباشرا في تنسيق العمليات العسكرية، وعلى هذا النحو، فهي ملزمة بالتحقيق في الانتهاكات المزعومة لقوانين الحرب التي شاركت فيها قواتها.

صنعت الولايات المتحدة القنبلة العنقودية “سي بي يو-58” والذخيرة الصغيرة “بي إل يو-63” أثناء حرب فيتنام، وهما مصممتان لمهاجمة الأفراد والعتاد ذي الحماية الطفيفة. كما تحتوي الذخائر الصغيرة على كريات تيتانيوم زنة 5 غرامات لها تأثير حارق على أهداف قابلة للاشتعال.

في 2015، وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام قوات التحالف 3 أنواع من الذخائر العنقودية في اليمن. وثقت “منظمة العفو الدولية” استخدام قوات التحالف نوعا رابعا. كما اُستخدم نوع خامس من الذخائر العنقودية، لكن هوية المستخدم غير واضحة. مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، تحدث شريطة عدم كشف هويته، قال لصحيفة “يو إس نيوز آند وورلد ريبورت” في أغسطس/آب إن “الولايات المتحدة تدرك أن السعودية استخدمت ذخائر عنقودية في اليمن”.

لا اليمن ولا السعودية، ولا أي من دول التحالف الأخرى طرف في الاتفاقية بشأن الذخائر العنقودية لعام 2008، وهي اتفاقية دولية لحظر الذخائر العنقودية. وقّع ما مجموعه 118 دولة وصادقت 98 دولة على المعاهدة. هيومن رايتس ووتش شاركت في تأسيس تحالف الذخائر العنقودية، وتترأسه.

في 17 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن وزارة الخارجية وافقت على صفقة بقيمة 1.29 مليار دولار لبيع ذخائر جو-أرض، مثل القنابل الموجهة بالليزر وقنابل “متعددة الأغراض” ذات نظم توجيه؛ وكلها ليست ذخائر عنقودية. قالت هيومن رايتس ووتش إن على الولايات المتحدة ألا تبيع قنابل جوية إلى السعودية، في ظل غياب تحقيقات جدية في مزاعم بانتهاك قوانين الحرب في اليمن.

1625568_1468470740126631_4153054751168940050_n
على مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات المزعومة لقوانين الحرب من قبل جميع الأطراف.
قال غوس: “ربما كانت آخر مرة زودت فيها الولايات المتحدة السعوديين بذخائر عنقودية منذ 20 عاما، لكنها تُستخدم لقتل المدنيين الآن. الولايات المتحدة، بوصفها طرفا في النزاع، عليها أن تطالب التحالف بالتوقف فورا عن استخدام هذه الأسلحة وإلا تصبح شريكة في استخدامها”

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.