الوصول الى الحقيقة

السودان يتخذ قراراً نهائياً: الدفع السخي أو الانسحاب الكامل من اليمن

وجه اليمن – تقارير

أطلق وزير سوداني أمس الأربعاء أول تصريح رسمي يعزز صحة الأنباء التي تحدثت عن قرار سوداني بالانسحاب من التحالف السعودي وسحب قواتهم من اليمن ما لم تتدخل السعودية والإمارات لإنقاذ الاقتصاد السوداني بدعم مالي سخي يمكّن نظام الرئيس عمر البشير من مواجهة الانتقادات الواسعة له عن مشاركته في حرب اليمن دون أن تنال السودان ما تريده من هذه المشاركة.

 

ووفقاً لوكالة رويترز، قال الفريق أول على سالم وزير الدولة بوزارة الدفاع في تصريحات للصحفيين في البرلمان “نحن هذه الأيام نعكف على دراسات وتقييم عن مشاركة القوات السودانية في اليمن، وتشمل جوانب مختلفة سلبيات وإيجابيات المشاركة ومن ثم يتم اتخاذ قرار يعود لمصلحة البلد واستقراره”.

 

وذكر أن قيادة القوات المسلحة تعد دراسة عن دور السودان في التحالف وسوف تكملها قريبا.

 

وكانت مصادر إعلامية سودانية قالت إن السودان أبلغ التحالف السعودي رسمياً بقرار سحب قواته من اليمن. وكشفت الصحفية السودانية شمائل النور في تدوينة لها  بصفحتها بموقع الفيسبوك يوم الثلاثاء نقلاً عن مصدر في الجيش أن “السودان أبلغ القيادة السعودية رسميا بالانسحاب من اليمن”.

 

ويوم الأحد الماضي طالبت كتلة قوى التغيير في البرلمان السوداني الرئيس عمر البشير بسحب القوات المشاركة في الحرب على اليمن، في أبرز موقف سوداني معارض للبقاء في التحالف السعودي منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.

 

الكتلة التي تضم 39 عضواً في المجلس الوطني السوداني (البرلمان) طالبت في بيان اطلع عليه المراسل نت، بالسحب الفوري للقوات السودانية من اليمن.واعتبرت كتلة قوى التغيير أن الحكومة السودانية تتحمل المسؤولية المادية والمعنوية تجاه عائلات قتلى الجيش السوداني في اليمن.

 

وأشارت الكتلة إلى أن مئات الجنود السودانيين قتلوا في اليمن في حرب لا ناقة للسودان فيها ولا جمل.

 

وعلى خلفية هذه التطورات انقسمت الآراء السودانية حول أسباب مساعي السودان للانسحاب من اليمن، إلى قسمين رئيسين، الأول وفقاً لسياسي سوداني تحدث لـ المراسل نت ويرى أن السودان اتخذ قراراً حقيقياً بالانسحاب من اليمن في ظل تمركز النظام في المعسكر التركي القطري الذي يخوض صراعاً كبيراً مع المعسكر السعودي الإماراتي، وهو الصراع الذي لم يعد بمقدور السودان أن يوفق بين البقاء في المعسكر المعادي للسعودية والإمارات وفي نفس الوقت مساندتهما في اليمن.

 

أما القسم الثاني من آراء الشارع السوداني، فيرى أن الحكومة السودانية تعاني من مشاكل اقتصادية غير مسبوقة وترى أن السعودية والإمارات لم تفيان بتعهداتهما المالي نظير إرسال القوات السوداني إلى اليمن، مشيرين إلى أن تلويح السودان بالانسحاب يهدف لدفع كل من أبوظبي والرياض للمسارعة إلى انقاذ الاقتصاد السوداني.

 

وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي السوداني عبدالباقي الظافر إن تلويح السودان بالانسحاب من اليمن يعود لأسباب اقتصادية.

 

وقال إن هذه التلويحه الاخيرة للقوات السودانية من اليمن تأتي في وقت كان وزير النفط يذرف الدموع في البرلمان بسبب شح الوقود والأزمات الاقتصادية المتوالية على السودان، مؤكداً أن “هذه الازمات خلف الاسباب الحقيقية لمراجعه الخرطوم لموقفها من التحالف وحرب اليمن”.

 

وأضاف الظافر أن “السودان كانت تتوقع من الحلفاء ان يمدوا لها يد العون” وهو ما لم يحدث.

 

وأشار الظافر إلى أن “القوات السودانية هي المحور الاساسي التي تلعب دور كبير في الحرب بينما القوات السعودية والاماراتية تكتفي باطلاق الصواريخ من الجو ولا تتواجد في الميدان بجانب القوات اليمنية سوى القوات السودانية “.

 

وأضاف “السعودية تفتتح دور سينما وترفيه بينما الخرطوم تعيش في ازمات متتالية” متسائلاً “اذا لم نجد اصدقائنا في مثل هذه الظروف متى نجدهم؟”.

 

وأكد الظافر أنه “اذا لم يتحرك التحالف ويقدم دعم حقيقي وسريع للسودان ويكون مصحوبا بزيارة سلمان او محمد بن سلمان ما لم دون ذلك لن تستمر السودان في مستنقع اليمن ” مشيراً إلى أن “هناك دول كثيرة مدت لها السعودية والإمارات يد العون رغم انها لم تشارك في التحالف ولا تخوض حرب لكن السودان تعيش ازمات والتحالف منصرف عنها” .

 

ويبدو واضحاً أن عدم حصول السودان على المال المطلوب من أهم أسباب توجهه نحو الانسحاب من اليمن، ولكن تصريح الوزير السوداني يعني أن التمنع السعودي والإماراتي عن تلبية طلبات السودان أصبح كبيراً مقابل الإصرار من قبل الرئيس البشير على أن تدفع السعودية والإمارات مبالغ تكفي لانقاذ الاقتصاد ولن يقبل الفتات كما حدث في الفترات الماضية

 

المراسل نت

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com