الوصول الى الحقيقة

قطر تنقلب على “الاخوان” ، وقناة الجزيرة تسرح عاملين موالين للتنظيم 

 

 

وجه اليمن – المدار

 

اعترف أحد العاملين  في قناة الجزيرة القطرية، أن إدارة القناة أخبرتهم أن 500 على الأقل خلال الأيام المقبلة، من بين 5200 موظف يعملون في قنوات المحطة (الجزيرة العامة، والوثائقية، والمباشر، والبلقان، وتركيا، و80 مكتبا في انحاء العالم)، ومركز الجزيرة للدراسات، وأنهم سيحصلون على كامل مستحقاتهم المالية، قبل أن يتم إنهاء عقودهم.

 

بالفعل بدأت القناة في تسريح العاملين، وكانت البداية أمس الأول، الخميس، من جمال نصار، سكرتير مرشد الإخوان الأسبق، والصحفي الإخواني المصري، قطب العربي، ويبدو أن العقد قد انفرط ولن يتوقف مطلقاً، ومن المتوقع أن يتم إنهاء عقد طارق الزمر، الذى كان من الغرابة أن يعينوه في مركز دراسات الجزيرة.

 

يأتي ما يحصل في قناة الجزيرة، في سياق أمرين، الأول هو أن الإخوان الذين سيتم إنهاء عقودهم سيواجهون ظروفاً بالغة القسوة، بسبب أن محطتهم المتوقعة الثانية وهي تركيا، بدأت أيضاً في إجراءات تدقيق كبيرة عقب العمليات الإرهابية التى تواجهها، وآخرها كان أمس الأول الخميس في ديار بكر، وكذلك الصراع الإخوانى الإخوانى، الذى أثر على أداء وعمل قنوات الجماعة الفضائية بالخارج، والسياق الآخر، هو احتفال قناة الجزيرة ذاتها بعد 7 أشهر بالذكرى العشرين لانطلاقها، ولم يكن التسريح هو الجائزة المتوقعة للعاملين.

 

عد البعض الأسباب التى دفعت القناة لاتخاذ مثل هذه القرارات، أولاً في انخفاض نسب مشاهدة القناة، من حوالى 46 مليون، إلى 27 مليوناً فقط هذا العام، رغم وجود 5200 موظف في جميع التخصصات، بعد أن بدأت بعدد قليل محدود، يعملون داخل مقر خشبي صغير، من عدة غرف.

 

البعض اعتبر أن الوجود الإخوانى في القناة فاق المتوقع، وأصبحت كل اروقة القناة إخوانية الطابع، وهذا ما عكس التأخر والتراجع في نسب المشاهدة، بسبب بعدهم عن المهنية، وعدم امتلاك أغلبهم لكفاءة إعلامية.

 

البعض الآخر، قال إن السبب في ذلك هو الأزمة المالية، التى تواجه دول الخليج بشكل عام، والتى دفعت هذه الدول لتوقيف عدد من مشاريعها العملاقة، وإعادة هيكلة وزاراتها، وفطر تحديداً انخفضت احتياطاتها النقدية من 250 مليار دولار الى حوالي 200 مليار، ومرشحة للانخفاض اكثر، وبسبب تكاليف البنى التحتية لكأس العالم، التى  ستتراوح بين 150 الى 200 مليار دولار، وتشمل اقامة فنادق ومترو انفاق وملاعب وغيرها.

 

بحسب تحليل نشرته وكالة رويترز للأنباء، فإن أيام الدعم المالى القطرى غير المحدود للقناة قد ولت، وإن ما يسمى التفتيش على القناة يرسل رسالة للعاملين بالقناة يقول فيها (يؤسفنا إبلاغكم أنه ابلاغكم تم إنهاء خدماتكم ومنعكم من دخول المحطة).

 

وهناك رأي يدعمه البعض وأنا منهم، أن هناك حالة من التغيير في السياسة القطرية الخارجية، وهو ما انعكس بالطبع على إحدى أدواتها، بل أداتها المهمة، وهى الجزيرة، وأن الدويلة الصغيرة بدأت تترك ادوارها في الإقليم بإرادتها للسعودية، والدليل، أن قناة (العرب) المملوكة للأمير الوليد بن طلال، ستفتح خلال أشهر، وسيكون انطلاقها أيضاً من الدوحة، لتكون أكبر شبكة إخبارية في العالم العربي.

 

ونشرت وسائل إعلامية، أن قناة “العربية” التي كانت مملوكة لشركة MBC، ورئيس مجلس ادارتها الشيخ وليد الابراهيم اصبحت مملوكة حاليا لشركة السعودية للأبحاث والتسويق (تصدر عدة مطبوعات من بينها الشرق الاوسط)، وأن الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد السعودي يملك معظم أسهمها بعد ان اشترى حصص كل من الامير الوليد بن طلال وورثة الحريري، وباتت السعودية اليوم على بعد خطوات من امتلاك كل الإعلام العربي.

 

ويرى متابعون ان موقف القناة، سيكون متوافق تماماً مع موقف السياسة الخارجية للدولة القطرية، وهو التخلي عن الإخوان، وتقليص وجودهم، والتراجع الإعلامى القطري لصالح الإعلام السعودي، ومنذ قام استقال وضاح حنفر من قيادة القناة، وتوليتها لياسر أبو هلالة، كان هذا مؤشراً على التحولات القطرية.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com