الوصول الى الحقيقة

” داعش” طابور طويل ؛ أولهم يخدعك وآخرهم يقتلك!!

الشيخ / حسن فرحان المالكي
عندما نطالب بكشف جذور الغلو ، فعندنا استعداد لتبرئة الإسلام بعلم وإقناع؛ أما الغلاة فيخوفوننا بأن إدانة داعش علمياً ستؤدي لإدانة للإسلام!!
مجرد خوف الغلاة على الإسلام عندما ننقد داعش؛ يدل على أنهم يعتقدون بدعشنة الإسلام؛ وإن الدواعش لهم حجج شرعية قرآنية الخ..
العلاج الفكري الجاد للغلو والتطرف له منهجه، من حوارات علنية جادة ونحو ذلك. والإلهاء والتستر على الداء له منهجه، من غرف مغلقة وتفرد بالرأي.
كل من يخشى مناقشة فكره ومصادره على الهواء مباشرة وأمام الناس فهو غاش لنفسه وللناس؛ وكل من يستعد لهذه المصارحة فهو صادق مع نفسه ومع الناس.
مصادر التراث الداعشي لا تحميها داعش؛ ولا تستطيع؛ وإنما أطراف داعش.
الداعشية طابور طويل جداً، أولهم يبش في وجهك، وآخرهم يرش في وجهك!
عندما نطالب بكشف جذور الغلو ، فعندنا استعداد لتبرئة الإسلام بعلم وإقناع؛ أما الغلاة فيخوفوننا بأن إدانة داعش علمياً ستؤدي لإدانة للإسلام!!
مجرد خوف الغلاة على الإسلام عندما ننقد داعش؛ يدل على أنهم يعتقدون بدعشنة الإسلام؛ وإن الدواعش لهم حجج شرعية قرآنية الخ..
هذا ضعف منهم؛ فليتنحوا.
الإسلام لا يبيح قتال إلا المعتدي ( قاتل/ محارب/ باغٍ)؛ أما الغلاة وتراثهم، فيزيدون (يستتاب وإلا قتل) في خصال كثيرة، ويريدون المحافظة عليها؛ لذلك فالخط الأول في الدفاع عن داعش هم المهاجمون لداعش بضعف وخور وتنصل؛ وهم يحتفظون بتلك الخصال الموجبة للقتل – عندهم لا عند الله – ويحمونها.
ستبقى داعش قوية مادام تلك الخصال الباطلة – والتي منها التكفير الظالم والقتل المحرم- محمية، ولم يتم نقدها علمياً وبإقناع، حتى الآن.
خلل كبير!
المتاح لهم نقد داعش ضعفاء الحجة؛ ويغلب على طرحهم السذاجة والتناقض والجهل والبتر والتكتم … الخ؛ وهذا ما يزيد داعش قوة وثقة في باطلها.
النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؛ لو بدأ بالنصيحة بالترتيب، لكانت النصيحة لله كافية في النصيحة للبقية.
الانتقاء ضار يضعف النصيحة.
داعش لا تخشى من الهجاء الفارغ؛ وإنما تخشى من إسقاط الرموز أو إثبات خطئهم بالأدلة من الكتاب والسنة؛ فليكن؛ ولا يغار من الله ورسوله إلا مخذول.
لا يجوز لداعشي ولا سلفي ولا سني ولا شيعي أن يغار من الله ورسوله إذا خطآه؛ بل سمعاً وطاعة لله ولرسوله؛ ولهما كامل الحق في غربلتنا كلنا؛ وبرضا. لا يكون المؤمن مؤمناً حتى لا يكون في صدره حرج من حكم الله ورسوله؛ بل يسلم تسليماً وبرضا واطمئنان وشعور داخلي بالسرور بتخطئة الله ورسوله له.
لا تكون مؤمناً صادقاً حتى تكون خالصاً لله محباً له؛ وتحب أن يكشف لك كل ما فيك من خطأ وزور وذنب؛ بل ونفاق وشرك؛ فضوح الدنيا ولا فضوح الآخرة.
المؤمن الصادق لا يستكبر على الله؛ المؤمن الصادق يستذل لله؛ يستسلم لله؛ يخضع لله؛ يطأطيء رأسه لله؛ يدعو الله بإخلاص أن يعرفه على سوئه وذنبه وضلاله.
المؤمن الصادق لا يحمي رموزه من الله ولا من رسوله؛ بل يُخضع نفسه ورموزه وأحب الناس إليه لله؛ كلهم تحت حكم وتمحيص وتقييم كتاب الله وسنة رسوله.
مشكلتنا تبدأ من هنا (حماية رموزنا وتراثنا من الله ورسوله)؛ والله يأبى أن يقبل هذا الشرط؛ فيذيق بعضنا بأس بعض لنصحو ونحقق معنى: لا إله إلا الله.
عظمة الإسلام في بساطته؛ في الصدق والعدل والرحمة والتعاون على البر والتقوى والإحسان ..الخ؛ هذا الدين لسعادة الإنسان وتهذيبه؛ وليس لشقائه ومسخه

 

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com