الوصول الى الحقيقة

وإذ قلتم يا “عبدالملك” لن نصبر على تأخر “الراتب”

بني اسرائيل صبروا على فرعون يذبح ابناءهم ويستحيي نسائهم ، وعاشوا في هذا العذاب والذل سنوات وسنوات ، ولكنهم أعلنوا وبسخط شديد في خطابهم الموجه لمن أنقذهم من هذا الذل ، نبي الله موسى عليه السلام ، أنهم لن يصبروا على طعام واحد!

أ . ابراهيم العواوى

انقذنا الله ، واخرجنا الله ، ببركة السيد حسين والسيد عبدالملك ، من تحت اقدام أمريكا وإسرائيل والسعودية وعملائهم وأذيالهم ، الى فضاء العزة والكرامة والحريّة والشرف ، وقد كان الكثير صابرين على التفجيرات اليومية ، الاغتيالات ، ارتفاع الإسعار ، تدني مستوى المعيشة والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات ، وكان يحصل تأخير للرواتب وأكثر من مرة وفي ضروف طبيعية ، لا حرب ولا حصار

ولكنهم اليوم يستأسدون ويصرخون في مواجهة من أنقذهم “لن نصبر على تأخر الراتب”

رغم ان لا علاقة للسيد ، ولا أنصار الله ، بموضوع رواتبكم ، وأنتم تعلمون من الذي أخذ رواتبكم ، ومن نقل البنك ، ومن الذي دمر بيوتكم وقتلكم وحاصركم ويريد إبادتنا جميعا ، سواءا كنّا في الجبهات او في مجلس عزاء ، او في صالة عرس ، في الشرق والغرب ، في الجنوب وفي الشمال ، يضربون الجميع حتى منافقيهم وعملائهم ، لا يفرقون

ولكنه الانحطاط ، فعندما انحطت نفوس بني اسرائيل ، صبروا على قتل ابناءهم واستحياء نسائهم لسنوات واجيال، وفي المقابل عندما أنجاهم الله من سوء العذاب ، أعلنوا انهم لن يصبروا على طعام واحد!

أصبحت الأشياء العظيمة والكبيرة عندهم لا قيمة لها ، ولا وزن لها ، واتجهوا الى أشياء تافهة ومخزية : “اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة ” ، “لن نصبر على طعام واحد” ، الخ

كل ذلك بعد المعجزة العظيمة التي أنقذهم الله بها وأغرق فرعون وال فرعون وهم ينظرون

ولكن والحمد لله ، قد استبدل الله هؤلاء المتخاذلين المتقاعسين الخوالف القاعدين ، الذين استلموا وأكلوا ميزانية الدولة لعشرات السنين وهم يدعون انهم حماة الوطن ، وأنهم أسوده وصقوره ، استبدلهم الله بشباب مؤمنين ، بعضهم خرجوا من أصلاب هؤلاء ، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم

وأكثر هؤلاء ليس لديهم رواتب ، يجاهدون وهم حفاة ، وهم جائعون ، في الحر وفي البرد ، ولكنهم اعزاء ، كرماء ، شرفاء ، نفوسهم أبية ، عظيمة ، ترى وتعرف ان لاشئ في هذه الدنيا يساوي العزة والكرامة

وعندما خيرهم العدو بين السلة (الموت) قتلا بالغارات او جوعا بالحصار وهم في بيوتهم ، انطلقوا باتجاه العدو الى جبهات القتال وهم يصرخون “هيهات منا الذلة”

لقد كان الشهيد الملصي احد النماذج العظيمة في السلك العسكري ، وهو حجة على جميع العسكريين النائمين في البيوت…

 

.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com